فصل: محمد بن الأشعث الخزاعي.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.عبد الملك بن أبي الجعد الوربجومي.

ولما قتل عبد الملك بن أبي الجعد حبيب بن عبد الرحمن رجع في قبائل وربجومة إلى القيروان وملكها واستولت وربجومة على أفريقية وساروا في أهل القيروان بالعسف والظلم كما كان عاصم وأسوأ منه وافترق أهل القيروان بالنواحي فرارا بأنفسهم وشاع خبرهم في الآفاق فخرج بنواحي طرابلس عبد الأعلى بن السمح المغافري الإباضي منكرا لذلك وقصد طرابلس وملكها.

.عبد الأعلى بن السمح المغافري.

ولما ملك عبد الأعلى مدينة طرابلس بعث عبد الملك بن أبي الجعد العساكر لقتاله سنة إحدى وأربعين فلقيهم أبو الخطاب وهزمهم وأثخن فهم واتبعهم إلى القيروان فملكها وأخرج وربجومة منها واستخلف عليها عبد الرحمن بن رستم وسار إلى طرابلس للقاء العساكر القادمة من ناحية أبي جعفر.

.محمد بن الأشعث الخزاعي.

كان أبو جعفر المنصور لما وقع بأفريقية ما وقع من الفتنة وملك قبائل وربجومة القيروان وفد عليه رجالات من جند أفريقية يشكون ما نزل بهم من وربجومة ويستصرخونه فولى على مصر وأفريقية محمد بن الأشعث الخزاعي فنزل مصر وبعث على أفريقية أبا الأحوص عمرو بن الأحوص العجلي وسار في مقدمته فلقيه أبو الخطاب عبد الأعلى بسرت ودهمه بالعساكر ومعهم الأغلب بن سالم بن عقال ابن خفاجة بن سوادة التميمي فسار لذلك ولقي أبا الخطاب بسرت ثانية فانهزم أبو الخطاب وقتل عامة أصحابه وذلك سنة أربع وأربعين وبلغ الخبر إلى عبد الرحمن بن رستم بالقيروان ففر عنها إلى تاهرت وبنى هنالك مدينة ونزلها وقام ابن الأشعث فافتتح طرابلس واستعمل عليها المخارق غفارا الطائي وقام بأمر أفريقية وضبطها وولى على طبنة والزاب الأغلب بن سالم ثم ثارت عليه المضرية وأخرجوه سنة ثمان وأربعين فقفل إلى المشرق الأغلب بن سالم ولما قفل ابن الأشعث إلى المشرق ولى على المضرية عيسى بن موسى الخراساني فبعث أبو جعفر المنصور الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي بعده على أفريقية وكان من أصحاب أبي مسلم بخراسان وقدم مع ابن الأشعث فولاه على الزاب وطبنة فقدم القيروان وسكن الناس ثم خرج عليه أبو قرة اليفرني في جموع البربر فهرب وسكن أبو قرة اليفرني فأبى عليه الجند وخلعوه وكان الحسن بن حرب الكندي بقابس فكاتب الجند وثبطهم عن الأغلب فلحقوا به وأقبل بهم إلى القيروان فملكها ولحق الأغلب بقابس ثم رجع إلى إقبال الحسن بن حرب سنة خمسين فهزمه وسار إلى القيروان فكر عليه الحسن دونها واقتتلوا وأصاب الأغلب سهم فقتله وقدم أصحابه وليهم المغافر بن غفار الطائي الذي كان على طرابلس وحملوا على الحسن فانهزم أمامهم إلى تونس ثم لحق بكتامة وخيل المخارق في اتباعه ثم رجع إلى تونس بعد شهرين فقتله الجند وقيل أصحاب الأغلب قتلوه في الموقف الذي قتل فيه الأغلب وقام بأمر أفريقية المخارق بن غفار إلى أن كان ما نذكره.

.عمر بن حفص هزارمرد.

ولما بلغ أبا جعفر المنصور قتل الأغلب بن سالم بعث على أفريقية مكانه عمر بن حفص هزارمرد من ولد قبيصة بن أبي هفرة أخي المهلب فقدمها سنة إحدى وخمسين فاستقامت أموره ثلاث سنين ثم سار لبناء السور على مدينة طبنة واستخلف على القيروان أبا حازم حبيب بن حبيب المهلبي فلما توجه لذلك ثار البربر بأفريقية وغلبوا على من كان بها وزحفوا إلى القيروان وقاتلوا أبا حازم فقتلوه واجتمع البربر الإباضية بطرابلس وولوا عليهم أبا حاتم يعقوب بن حبيب الإباضي مولى كندة وكان على طرابلس الجنيد بن بشار الأسدي من قبل عمر بن حفص فأمده بالعساكر وقاتلوا أبا حازم فهزمهم وحصرهم بقابس وانقضت أفريقية من كل ناحية ثم ساروا في عسكر إلى طبنة وحاصروا بها عمر بن حفص فيهم أبو قرة اليعقوبي في أربعين ألفا من الصفرية وعبد الرحمن بن رستم في خمسة عشرألفا من الإباضية جاؤا معه والمسور الزناتي في عشرة آلاف من الإباضية وأمم من الخوارج من صنهاجة وزناتة وهوارة ما لا يحصى فدافعهم عمر بن حفص بالأموال وفرق كلمتهم وبذل لأصحاب أبي قرة مالا فانصرفوا واضطر أبو قرة لاتباعهم فبعث عمر جيشا إلى ابن رستم وهو بتهودا فانهزم إلى تاهرت وضعف الإباضية عن حصار طبنة فافرجوا عنها وسار أبو حاتم إلى القيروان وحاصرها ثمانية أشهر واشتد حصارها وسار عمر بن حفص وجهز العساكر لطبنة فخالفه أبو قرة إلى طبنة فهزموه وبلغ أبا حاتم وأصحابه وهو على القيروان مسير عمر بن حفص إليهم فساروا للقائه فمال هو من الأربس إلى تونس ثم جاء إلى القيروان فدخلها واستعد للحصار واتبعه أبو حاتم والبربر فحاصروه إلى أن جهده الحصار وخرج لقتالهم مستميتا فقتل آخر سنة أربع وخمسين وولى مكانه أخوه لأمه حميد بن صخر فوادع أبا حاتم على أن يقيم دعوة العباسية بالقيروان وخرج أكثر الجند إلى طبنة وأحرق أبو حاتم أبواب القيروان وثلم سورها.